Responsive Advertisement
Responsive Advertisement

 

جزر المالديف
جزر المالديف من الفضاء

قصة وتاريخ ازدهار جزر المالديف مع الشخص الذي كان له الفضل بإنشاء أول منتجع سياحي سنة 1972 ،مما أدى إلى تحول الدولة من جزر نائية إلى الوجهة الأولى عالميا للسياحة الفاخرة. عند الحديث عن جزر المالديف أول ما يتبادر إلى الأذهان هو السياحة الفاخرة والرمال الذهبية والمياه الفيروزية وغروب الشمس الرائع بألوانه الزاهية.

جزر المالديف هي دولة اسلامية عاصمتها مالي تقع في قارة أسيا في المحيط الهندي جنوب غرب الهند و سيريلانكا, مساحتها تبلغ 295 كلم مربع. وكان يسميها العرب قديما ذيبة المهل أو محلديب ويرجح أنه قد حرف أصبح ينطق مالديف وعدد سكانها 530953 نسمة  سنة 2019 اللغة الرسمية دهيفيشي و تتكون من 1200 جزيرة وتتوفر على أكثر من 100 منتجع فخم.

 ولكن صدقوني لم تكن كذالك كما هي عليه الآن جزر المالديف بهذه الفخامة ولم تكن من أكثر الأماكن سحرا في العالم. لم يكن هناك أي رصيف ميناء حتى، وكان على الزوار الأوائل أن يواجهو مستوى مياه يصل ارتفاعه إلى الخصر للوصول من القارب إلى الشاطئ، عندما افتتح محمد عمر مانيكو وثلاثة من أصدقائه منتجع "كورومبا" أول منتجع سياحي سنة 1972. وكان معظم الزوار الأوائل من الصحفيين والمصورين الإيطاليين. 

منتجع كورومبا بعد التعديل
قبل بناء هذا الرصيف في الثمنيينات, كان الزوار يسيرون على مستوى مرتفع من المياه يصل حتى الخصر


ومعنى تسمية المنتجع بكورومبا هو "جوز الهند" بلغة ديهيفي المحلية بجزر المالديف، كان في الأصل مزرعة جوز الهند غير مأهولة. والآن لديه جميع المقومات لمنتجع جزر المالديف الفاخرة. ومع ذالك، من الجيد التفكير في ما بدت عليه الأمور في الأيام الأولى لصناعة السياحة هنا. ويطلق بعض الناس على محمد عمر لقب " الرجل الذي بنى الجنة" وهو لقب يستحقه حقا. 



وتم انشاء أول مكان إقامة الضيوف من المرجان والحجر الجيري، إذ كان يجب إحضار المواد الغير المتوفرة محليا عن طريق السفن، والذي استغرق وصولها تقريبا ثلاثة أشهر.

أول منتجع للضيوف

 كانت خدمات الهاتف غير متسقة إضافة عدم وجود المتاجر في الجزيرة مع وصول الصحافة متأخرة بأشهر. وقبل صناعة السياحة لم يكن هناك سوى اثنين من المقيمين في الجزيرة حيث يوجد منتجع كورومبا الآن. ولم تتوفر للأشخاص الفرصة للإنضمام إلى حصة لتعليم التجديف على الألواح أو الإنتقال إلى جزيرة نائية بقارب سريع لتناول عشاء رومانسي تحت النجوم. حيث لم يكن هناك الكثير ليفعله المسافرون إلى جانب صيد الأسماك وحمامات الشمس التي استمتعوا بها أكثر من اللازم. ويتذكر محمد عمر قائلا : "لقد كانوا سعداء للغاية "، مضيفا أن البعض منهم استمتعوا لدرجة أن لونهم أصبح مثل لون الكركند. 

الزوار في نزهة
استمتاع الزوار بالصيد

ورغم أن منتجع كورومبا يتميز هذه الأيام بالفلل والمطاعم الفاخرة، فإن وصف محمد له في الأيام الأولى كان يبدو أشبه بملاذ الهيبيز. ويقول محمد عمر اعتدنا أن نقيم حفلة الشواء على الهواء الطلق وأن يكون لدينا شخص يعزف على ألة الغيتار. 

المنتجع في 1986
هكذا كان يبدو بهو المنتجع في 1986


وكان من الممكن أن يكون إخراج الناس إلى جزيرة منعزلة بعيدة في المحيط الهندي اقتراحا محفوفا بالمخاطر ولكن بالنسبة لمحمد عمر كان القرار الأكثر منطقية في العالم. مضيفا " لم أشك في ذالك أبدا" لحسن الحظ لم تندثر بعض العادات أبدا، وعلى سبيل المثال مازال سكان المالديف يحصدون ثمار جوز الهند بالطريقة القديمة، بالتسلق أعلى الشجرة وهي مهمة أصعب مما تبدو عليه. 



كما أن المناضر الخلابة التي كانت تجذب الناس إلى الجنة لأول مرة لاتزال رائعة الآن كما كانت عندما كان محمد صبيا. محمد عمر ليس الوحيد الذي فتن بجمال الجزيرة بل كل الأشخاص الذين جاؤوا إلى الجزيرة لم يريدوا العيش في مكان أخر. إذ جاءت دينيس شهيديت من موطنها الأصلي ألمانيا إلى جزر المالديف للعمل كمتدربة في أحد الفنادق. والآن تعيش هنا بدوام كامل مع زوجها علي أمير. ويعمل الثنائي كمديرين لمنتجع ريثي بيتش في جزيرة "با أتول" الهادئة ولديهما ابنة صغيرة تكبر في هذه الجنة. 

ليس من الصعب أن يتفهم الإنسان وكيف أن يفتن بالمناضر وسحر الطبيعة ويريد البقاء إلى الأبد. وقد تكون العزلة أحد الجوانب السلبية للعيش في جزيرة نائية، ولكن في عصر الجائحة فإن الجزيرة استخدمت الأمور لصالحها. وتمكنت البلاد إلى حد كبير البقاء مفتوحة بينما أغلقت وجهات أخرة أبوابها. 

رغم الزيادة الأخيرة في عدد الحالات لفيروس كورونا التي دفعتها إلى تشديد القيود. وحتى قبل بداية الجائحة كانت هناك مشكلة في جزر المالديف وتكمن في ارتفاع منسوب المياه ويشكل تغير المناخ وهذه الأخيرة تهديدا وجوديا لهذه الجزر المنخفضة التي لا يتعدى ارتفاعها على سطح الأرض بخمسة أمتار.

Post a Comment

Responsive Advertisement
Responsive Advertisement
Responsive Advertisement